الاثنين 5 ديسمبر 2022 | 06:52 م

الأمن القومى المصرى والامتداد الاقليمى وعلاقة مصر بمحيطها

شارك الان

مذكرات مراسل صحفى..الحلقة السادسة

أبواب جهنم بداية الرحلة
فى هذا الجزء سوف احكى بداية الرحلة من موقف الترجمان لاتوبيسات السفر إلى ليبيا وكان ثالث أيام شهر رمضان المعظم عام ٢٠١١ ..وكنت بالقرب من مؤسسة أخبار اليوم  وقمت بحجز تذكرة أتوبيس للسفر إلى بنغازى ليبيا بريا بسبب الحظر الجوى المفروض على السفر لليبيا وتوقف اغلب المؤسسات الليبية عن العمل تقريبا..وقمت من مقر جريدة الاخبار بالاسعاف بالاتصال برئيس التحرير وقتها ، وحدثت مشادة كلامية وتشابك لفظى بسبب تأخير السفر،  ومايسببه ذلك من ضغوط عليه من قبل زملاء آخرين ، وكأنى انا السبب فى التأخير للمهمة وابلغته رسميا باننى قمت بالحجز واننى سوف اسافر من القاهرة مضطر بريا واننى حصلت على تأشيرة الدخول ، وأن السفر سيكون من موقف الترجمان الساعة ١١ صباحا وكان المسيطر على مشاعرى هو قلق عظيم وكبير كأنه سوف اقوم بالقاء نفسى فى البحر ولا اعرف أين اذهب هناك ولا توجد أى مصادر صحفية استعين بها، وكيف اسافر بتأشيرة من النظام الليبى السابق عبر معبر يسيطر عليها ثوار ليبيا ، النظام الجديد الذى كون نفسه على عجل واستولى على المعبر الحدودى مع مصر بالشرق الليبى ..أسلمت نفسى لفكرة واحدة انه لاسبيل اخر ونحمدالله اننى حصلت على التأشيرة فى حد ذاتها انتصار كبير فى تلك الظروف الغير طبيعية بالمرة، وتابعت هذه الليلة احداث الحرب الأهلية الليبية اليومية ، وهى كما سبق وأضحت مظاهرات، واحتجاجات أدت الى ثورة شعبية اندلعت وتحولت فى مراحل اخرى إلى نزاع عسكرى مسلح إثر احتجاجات شعبية واسعة فى بعض المدن الليبية ضد نظام العقيد معمر القذافى ، حيث انطلقت فى يوم ١٥ فبراير اثر اعتقال المحامى بضحايا سجن بوسليم ، فتحى تربل - الذى التقيته لاحقا فى طرابلس العاصمة وهو شاب بسيط- فى مدينة بنغازى وقام الاهالى وذوى الضحايا ومناصريهم بالخروج لتخليصه وذلك لعدم وجود سبب لاعتقاله، وارتفعت الأصوات مطالبة بإسقاط النظام وإسقاط العقيد القذافى شخصيا ، مؤيدين بدعم معنوى كبير بسبب ماحدث بمصر وتونس، تنحى حسنى مبارك وهروب زين العابدين بن على إلى المملكة العربية السعودية.  


وتداعت الاحداث بسرعة ما دعا الشرطة إلى استخدام العنف المبالغ فيه ضد المتظاهرين واستمرت المظاهرات حتى صباح اليوم التالى وفى اليوم التالى ايضا انتفضت الرقدالين و الجميل و العجيلات في غرب البلاد لكن البيضاء شهدت سقوط أول شهداء فى المظاهرات و الثورة يوم السادس عشر من فبراير وتلتها مظاهرات للمطالبة باسقاط النظام بمدينة البيضاء فاطلق رجال الأمن الرصاص الحى وقتلوا بعض المتظاهرين، كما خرجت مدن جبل نفوسه الزنتان ويفرن ونالوت والرجبان فى نفس اليوم وقام المتظاهرون فى العجيلات بحرق مقر اللجان الثورية، وكذلك مركز الشرطة المحلى، ومبنى المصرف العقارى بالمدينة وازدادت الاحتجاجات اليوم التالى وسقط المزيد من الضحايا وجاء يوم الخميس ١٧ فبراير عام ٢٠١١ على شكل انتفاضة شعبية شملت بعض المدن الليبية في المنطقة الشرقية ، توسعت الاحتجاجات بشدة عقب سقوط أكثر من ٤٠٠ شخ٢ ما بين قتيل وجريح برصاص قوات الأمن الليبة والانباء الكثيرة عن المرتزقة الافارقة ، ولها قصص أخرى ، والذين تم جلبهم من قبل النظام الليبى من عدد من الدول الافريقية خصوصا تشاد والسودان. 
والى اللقاء فى الحلقة المقبلة فى الطريق إلى المعبر